قصة الصحابي جليبيب أكثر من رائعة

 قصة الصحابي جليبيب أكثر من رائعة

The story of the companion, Glebib, is more than wonderful

تدور أحداث القصة حول أحد الصحابة الكرام والذي كان ليس يملك شيء وليس لديه اسرة معروفة ولكن كان يملك مسمًا تاليًا لكتاب الله ومعظمًا لحدوم الله وكان يشارك في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، فأتي إلى الرسول الكريم وقال له رسولنا الحبيب: "يا جلبيب ألأ تتزوج؟" فماذا حدث بعد ذلك هل تزوج هذا الصحابي أم ظل فقيرا ووجهه شاحب ؟؟ وهذا ما سنعرفه من خلال قرأتنا لهذه القصة الجميلة.

شخصيات القصة

الرسول صلى الله عليه وسلم
الصحابي جلبيب

أحداث القصة

(جليبيب) أحد المساكين من الصحابة الكرام، ليست له أسرة معروفة، ليس عنده مال، ولا منصب، ولا أي شيء.
فذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثيابه الممزقة، بطنه جائع، ووجهه شاحب، وأعضاؤه هزيلة، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟)
قال: يا رسول الله، غفر الله لك، ومن يزوجني؟ ثم يلقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثانية، فيقول له: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟)
فيقول: يا رسول الله، ومن يزوجني، لا مال ولا جمال. لأن كثيرًا من الناس، لا يزوج إلا على الدراهم والدنانير.
"لا يزوج الرجل إلا إذا رأى عنده ممتلكات، وشاحنات، وسيارات، وقصور، فيبيع ابنته من ذاك الرجل، كما تباع الناقة، أو السيارة في سوق المزاودة، لا ينظر إلى دينه، ولا إلى صلاته، ولا إلى صدقه، ولا إلى أمانته، لا ينظر إلا إلى ماله، وداره، وعقاره.
وقد يكون هذا الرجل فاجراً سكيراً، قد يكون لعيناً طريدًا بعيدًا، ولكن أنساه ذلك كله مال هذا الرجل، ومنصب هذا الرجل، وسيارة هذا الرجل، وقصر هذا الرجل، فيبيع ابنته، ويقطع رحمها، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة".
ويلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - جليبيباً مرة ثالثة، فيقول: (يا جليبيب، ألا تتزوج؟)
فيقول: يا رسول الله ومن يزوجني، لا مال ولا جمال، فيقول - صلى الله عليه وسلم - له: (اذهب إلى ذلك البيت من الأنصار، وقل لهم: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغكم السلام، ويقول: زوجوني ابنتكم). هذا مرسومٌ من كلام محمد عليه الصلاة والسلام،
فذهب جليبيب، فطرق الباب، قال أهل البيت: مَنْ؟ قال: جليبيب، قالوا: ما لنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت قال: ماذا تريد؟ قال: الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبلغكم السلام، فارتج البيت فرحًا، ثم قال: ويأمركم أن تزوجوني ابنتكم.
فقال الرجل: أشاور أمها، فشاورها فقالت: لا لعمر الله، لا نزوجه، فسمعت البنت العابدة الناصحة الصالحة، فقالت: أتردَّان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: (شأنك بها)، فزوجها جليبيبًا،  فأنشأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيتاً، أساسه على الإيمان والتقوى؛ {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].

أفمن أدخل ابنته بيتاً مسلماً، تاليًا لكتاب الله، مستقيمًا على أوامر الله، معظمًا لحدود الله، خيرٌ، أمّن أدخل ابنته بيتًا فيه التبرج والغناء، فيه الفحش والضلال واللعنة؟!!

وعاشت هذه المرأة في سعادة حقيقية، ليست كالسعادة الوهمية التي يتمناها البعض، أو يحلم بها البعض.
وفي إحدى الغزوات، وقد أفاء الله على نبيه فيها، فقال لأصحابه: (هل تفقدون من أحد؟) قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟). قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: (هل تفقدون من أحد؟) قالوا: لا، قالوا: (لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه)؛ فطُلب في القتلى، فوجوده إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليه، فقال: (قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه). فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فحُفر له، ووضع في قبره، وفي المسند أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لزوجته، فقال: (اللهم صبَّ عليها الخير صبّا، ولا تجعل عيشها كدّاً كدّاً).
قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها !!
هذا هو جليبيب الصحابي الفقير، يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنت مني وأنا منك).
نسبٌ كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا
فهنيئاً لك يا جليبيب، وهنيئاً للمخلصين، وهنيئاً للصادقين،
السائرين إلى الله - عزَّ وجلَّ.
تَرَدَّى ثَيابَ الْمَوْتِ حُمْراً فَمَا أَتَى لَهَا اللَّيلُ إِلا وهي من سُنْدُسً خُضْرُ
هنيئاً لمن قتل في سبيل الله، ولمن باع نفسه وروحه بجنة عرضها السماوات والأرض، وقبحاً للمتخلفين عن ركب النجاة، وحسرةً على الضائعين الضالِّين.
فيا من أخذ بأيدي الصالحين، خذ بأيدينا إليك، ونوِّر قلوبنا بطاعتك، وعمِّر بيوتنا بذكرك، واغرس في قلوبنا لا إله إلا الله، لتؤتي أكلها كل حين بإذنك يا واحد يا أحد.

الدروس المستفادة من القصة

عندما اطاعت هذه البنت طلب الرسول صلى الله عليه وسلم عاشت في أمن وحب وسعادة.
اختيار الرجل على أساس حفظه لكتاب الله واستقامته أفضل بكثير ان يتم الاختيار على اساس الغنى والمال.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -